[center]التعامل مع المشرف.
يعتري الطالب قلق من تجربة التريس لأول مرة ومن المشرف والتعامل معه . وقد يذهب القلق من البعض إلى حد تجنب الاستعانة بالمشرف والخوف من سؤاله الرأي والمشورة خوفا من أن يأخذ المشرف عنه انطباعا بأنهم ضعفاء .
ثم يبدأ الخوف في التلاشي تدريجيا في معظم الأحوال ليحل محلة الثقة . ويؤدي هذا في بعض الأحوال إلى الشعور بالنضج والاعتزال الزائد بالمقدرة التدريسية . وهذا يؤدي بدورة إلى الاستقلالية المبكرة ، أو إلى التطاحن مع المشرف ( أو المعلم) والتشكك في آرائه وعدم الأخذ به مما يولد بعض المشكلات.
ويحضرني هنا هذا المثال : أستاذ كان يدرس لمجموعة من الدارسين في فصول محو الأمية. وعند انتهاء البرنامج قام الدارسون بكتابة شكوى ضد هذا الأستاذ ، فلم يغضب الأستاذ ، بل سعد بهذه الشكوى لأنها في نظرة تدل على نموهم ونضجهم في الكتابة والتعبير.
معنى ذلك أن مثل هذه التصرفات تعتبر تصرفات طبيعية ويجب أن يقابلها المشرف بصدر رحب وحكمة ويستغلها في تنمية استقلالية الطالب على أساس سليم ، ولا يأخذها على أنها تقليل متعمد من الطالب في قدر شخصيته وعلمة.
وعلى ذلك فالعلاقة بين الطالب والمشرف تحتاج إلى مهارة وفن من الطرفين للعمل على توثيقها لتحقيق الفائدة للجميع.
والمشرف بالصفات الإنسانية : الواقعية ، الرعاية ، القبول ، التفهم من القلب ، علاوة على صفات القيادة ( واحدة من المجموعة ، كل المجموعة ، أحسن المجموعة ، أعلى المجموعة) مع الصبر والهدوء والحكمة تستطيع أن تبني له مكانة تنبثق منها العلاقة الودودة الرحيمة الرشيدة الموجهة.
وبالنسبة للطالب فإن حصص المشاهدة تتيح له فرصة التعرف على المشرف وأسلوبه في التوجيه والتقويم ، ومن المهم أن يعرف الطالب أن المشرف يحب أن يلجأ إليه طلابه لأخذ الرأي وتبادل الأفكار لينقل إليهم خبراته ، فعلى الطالب إرساء العلاقة الطيبة بينه وبين المشرف عن طريق حرصه الاستزادة من معرفة وعلم فأكثر ما يتأثر به المشرف ، أن يجد الطالب متعطش للتعليم ويسأل عن آراء الآخرين ويحاول أن يطبق الوسائل المناسبة.
ومن المقترحات التي تساعد الطالب في تكوين علاقة طيبة مع مشرفة.
- يسأل الطالب مشرفة ويناقشه في آرائه حول التدريس والمدرسة بحيث تبدى تشوقا في يقوله المشرف.
- يبحث الطالب عما يتوقعة المشرف نه ، فالطالب له الحق في معرفة المعايير التي يقوم على أساسها ، فيسجلها ويستخدمها في التقويم ثم يقارن بين تقويمها وتقويم المشرف للتوصل إلى أسباب أي اختلاف بينهما.
- يأخذ الطالب تعليقات المشرف بجدية ، فأكثر ما يحبط المشرف أن يقع توجيهاته على آذان صماء ، وحتى لو اختلفت وجهات نظر الطالب والمشرف ( وهذا وارد) فليبين الطالب أنه استمع إلى رأي المشرف ودرسه.
- يستغل الطالب أفكار وتوجيهات المشرف في تحسين تدريسه ، فيحلل تدريسه من وجهة نظر الآخرين ويناقش مع المشرف البدائل للتحسين.
- يبين الطالب أنه يسجل تعليقات المشرف ويبين له التطبيق العملي لآرائه ويناقش تعليقاته من خلال الواقع التطبيقي.
- يسأل الطالب رأيه في نقاط محددة مثل : ما رأيك في أسئلتي الشفهية والتحريرية هذا الأسبوع ؟ هل هي أفضل من الأسبوع السابق؟.
- الحكمة في الرجوع إلى المشرف ، فالمشرف ولو أنه يحب أن يسأله الطالب ولكنه لا يحب الطالب التي يثير المشاكل ويرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة.
وعموما يجب أن يتحلى الطالب بالصبر والفهم والتحمل والحكمة في تعامله مع جميع الأطراف أثناء التربية العملية ، فهذه الفترة هي فترة عمل يحتاج إلى تعاون مع الغير . فيجب إلا ينسى الطالب أنه ضيف على المدرسة ، وأنه مدين لمعلم الفصل الذي يستأمنه على تلاميذه ، فلا يحاول أن ينافسه أو لا يستمع إلى توجيهاته وإرشاداته . فمعلم الفصل لا يحب الطالب الذي يهدد نجاحه ، كما أنه يخشى على تلاميذه من تدهور مستواهم لقلة خبرة الطالب .ولذا يجب أن يحاول الطالب أن يحل مشكلاته مع المعلم بأسلوب إنساني وعملي وأن يتذكر دائما .." ليس منا من لا يوقر كبيرنا " . ولا تسرع بإلقاء اللوم أو النقد أو الشكوى إلى المدير منه أو من فصله.
وبالمثل يجب أن يكون تعامله مع المشرف على أساس الاحترام والتقدير والثقة في عمله وخبرته وتوجيهاته ، وإذا حدثت مشكلة بينهما وبين المشرف فلتحاول أن تبحث عن أسباب المشكلة بأسلوب علمي بعيدا عن أي انفعالات . وإذا كانت أكبر من أن تعالجها فيلجأ إلى أساتذة مختصين بالكلية.
كلمة أخيرة أود ان أوجهها للمشرفين ( الموجهين ) عند تقويم الطلاب.
وهي أن تقويم الطالب ليس كتقويم معلم مبتدئ أو معلم ذا خبرة تدريسيه . فالطالب الذي يعادل مستواه مستوى معلم بتقدير جيد نعطي له تقدير جيد جدا ، وما كان مستواه يعادل مستوى معلم تقديره جيد جدا نعطي له تقدير امتياز ، ولنذكر أن هدف التقويم هو رفع مستوى العملية التعليمية مستقبلا بتربية معلمين للمستقبل عندهم الثقة والعلم والابتكار والاستقلالية والرغبة الحقيقية في العمل الدائب للنمو العلمي والنهوض بالمستوى المهني لمهنة الحب والإنسانية .
وفي الختام أرجو أن يكون فيما قدمته في هذه المذكرة ما يعين بوجه خاص الطالب المعلم على أداء رسالته الجليلة على أكلم وجه .
والله الموفق.
يعتري الطالب قلق من تجربة التريس لأول مرة ومن المشرف والتعامل معه . وقد يذهب القلق من البعض إلى حد تجنب الاستعانة بالمشرف والخوف من سؤاله الرأي والمشورة خوفا من أن يأخذ المشرف عنه انطباعا بأنهم ضعفاء .
ثم يبدأ الخوف في التلاشي تدريجيا في معظم الأحوال ليحل محلة الثقة . ويؤدي هذا في بعض الأحوال إلى الشعور بالنضج والاعتزال الزائد بالمقدرة التدريسية . وهذا يؤدي بدورة إلى الاستقلالية المبكرة ، أو إلى التطاحن مع المشرف ( أو المعلم) والتشكك في آرائه وعدم الأخذ به مما يولد بعض المشكلات.
ويحضرني هنا هذا المثال : أستاذ كان يدرس لمجموعة من الدارسين في فصول محو الأمية. وعند انتهاء البرنامج قام الدارسون بكتابة شكوى ضد هذا الأستاذ ، فلم يغضب الأستاذ ، بل سعد بهذه الشكوى لأنها في نظرة تدل على نموهم ونضجهم في الكتابة والتعبير.
معنى ذلك أن مثل هذه التصرفات تعتبر تصرفات طبيعية ويجب أن يقابلها المشرف بصدر رحب وحكمة ويستغلها في تنمية استقلالية الطالب على أساس سليم ، ولا يأخذها على أنها تقليل متعمد من الطالب في قدر شخصيته وعلمة.
وعلى ذلك فالعلاقة بين الطالب والمشرف تحتاج إلى مهارة وفن من الطرفين للعمل على توثيقها لتحقيق الفائدة للجميع.
والمشرف بالصفات الإنسانية : الواقعية ، الرعاية ، القبول ، التفهم من القلب ، علاوة على صفات القيادة ( واحدة من المجموعة ، كل المجموعة ، أحسن المجموعة ، أعلى المجموعة) مع الصبر والهدوء والحكمة تستطيع أن تبني له مكانة تنبثق منها العلاقة الودودة الرحيمة الرشيدة الموجهة.
وبالنسبة للطالب فإن حصص المشاهدة تتيح له فرصة التعرف على المشرف وأسلوبه في التوجيه والتقويم ، ومن المهم أن يعرف الطالب أن المشرف يحب أن يلجأ إليه طلابه لأخذ الرأي وتبادل الأفكار لينقل إليهم خبراته ، فعلى الطالب إرساء العلاقة الطيبة بينه وبين المشرف عن طريق حرصه الاستزادة من معرفة وعلم فأكثر ما يتأثر به المشرف ، أن يجد الطالب متعطش للتعليم ويسأل عن آراء الآخرين ويحاول أن يطبق الوسائل المناسبة.
ومن المقترحات التي تساعد الطالب في تكوين علاقة طيبة مع مشرفة.
- يسأل الطالب مشرفة ويناقشه في آرائه حول التدريس والمدرسة بحيث تبدى تشوقا في يقوله المشرف.
- يبحث الطالب عما يتوقعة المشرف نه ، فالطالب له الحق في معرفة المعايير التي يقوم على أساسها ، فيسجلها ويستخدمها في التقويم ثم يقارن بين تقويمها وتقويم المشرف للتوصل إلى أسباب أي اختلاف بينهما.
- يأخذ الطالب تعليقات المشرف بجدية ، فأكثر ما يحبط المشرف أن يقع توجيهاته على آذان صماء ، وحتى لو اختلفت وجهات نظر الطالب والمشرف ( وهذا وارد) فليبين الطالب أنه استمع إلى رأي المشرف ودرسه.
- يستغل الطالب أفكار وتوجيهات المشرف في تحسين تدريسه ، فيحلل تدريسه من وجهة نظر الآخرين ويناقش مع المشرف البدائل للتحسين.
- يبين الطالب أنه يسجل تعليقات المشرف ويبين له التطبيق العملي لآرائه ويناقش تعليقاته من خلال الواقع التطبيقي.
- يسأل الطالب رأيه في نقاط محددة مثل : ما رأيك في أسئلتي الشفهية والتحريرية هذا الأسبوع ؟ هل هي أفضل من الأسبوع السابق؟.
- الحكمة في الرجوع إلى المشرف ، فالمشرف ولو أنه يحب أن يسأله الطالب ولكنه لا يحب الطالب التي يثير المشاكل ويرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة.
وعموما يجب أن يتحلى الطالب بالصبر والفهم والتحمل والحكمة في تعامله مع جميع الأطراف أثناء التربية العملية ، فهذه الفترة هي فترة عمل يحتاج إلى تعاون مع الغير . فيجب إلا ينسى الطالب أنه ضيف على المدرسة ، وأنه مدين لمعلم الفصل الذي يستأمنه على تلاميذه ، فلا يحاول أن ينافسه أو لا يستمع إلى توجيهاته وإرشاداته . فمعلم الفصل لا يحب الطالب الذي يهدد نجاحه ، كما أنه يخشى على تلاميذه من تدهور مستواهم لقلة خبرة الطالب .ولذا يجب أن يحاول الطالب أن يحل مشكلاته مع المعلم بأسلوب إنساني وعملي وأن يتذكر دائما .." ليس منا من لا يوقر كبيرنا " . ولا تسرع بإلقاء اللوم أو النقد أو الشكوى إلى المدير منه أو من فصله.
وبالمثل يجب أن يكون تعامله مع المشرف على أساس الاحترام والتقدير والثقة في عمله وخبرته وتوجيهاته ، وإذا حدثت مشكلة بينهما وبين المشرف فلتحاول أن تبحث عن أسباب المشكلة بأسلوب علمي بعيدا عن أي انفعالات . وإذا كانت أكبر من أن تعالجها فيلجأ إلى أساتذة مختصين بالكلية.
كلمة أخيرة أود ان أوجهها للمشرفين ( الموجهين ) عند تقويم الطلاب.
وهي أن تقويم الطالب ليس كتقويم معلم مبتدئ أو معلم ذا خبرة تدريسيه . فالطالب الذي يعادل مستواه مستوى معلم بتقدير جيد نعطي له تقدير جيد جدا ، وما كان مستواه يعادل مستوى معلم تقديره جيد جدا نعطي له تقدير امتياز ، ولنذكر أن هدف التقويم هو رفع مستوى العملية التعليمية مستقبلا بتربية معلمين للمستقبل عندهم الثقة والعلم والابتكار والاستقلالية والرغبة الحقيقية في العمل الدائب للنمو العلمي والنهوض بالمستوى المهني لمهنة الحب والإنسانية .
وفي الختام أرجو أن يكون فيما قدمته في هذه المذكرة ما يعين بوجه خاص الطالب المعلم على أداء رسالته الجليلة على أكلم وجه .
والله الموفق.